فقد ورد في الحديث المعروف عن النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم: «إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى و طول الأمل، أما الهوى
فإنّه يصد عن الحق، و أمّا طول الأمل فينسي الآخرة» [1].
و
في حديث آخر عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام أنّه سئل: أي سلطان أغلب و أقوى؟ قال: «الهوى» [2].
و
جاء في حديث آخر عن الإمام زين العابدين عليه السّلام: «إن اللّه تعالى يقول:
و عزتي و عظمتي، و جلالي و بهائي، و علوي و ارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواي
على هواه إلّا جعلت همه في آخرته، و غناه في قلبه، و كففت عنه ضيعته، و ضمنت
السماوات و الأرض رزقه، و أتته الدنيا و هي راغمة» [3].
و
ورد في حديث عن الإمام الصادق عليه السّلام: «احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم، فليس شيء أعدى للرجال من اتباع أهوائهم
و حصائد ألسنتهم» [4].
و أخيرا
ورد في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: «إني لأرجو النجاة لهذه الأمة لمن عرف حقنا منهم إلّا لأحد
ثلاثة: صاحب سلطان جائر، و صاحب هوى، و الفاسق المعلن» [5].
و في هذا الباب آيات و روايات كثيرة غنية المضمون.
و ننهي هذا الحديث بجملة عميقة المعنى ذكرها البعض كسبب نزول، و كشاهد على
مرادنا، فيقول أحد المفسّرين: طاف أبو جهل بالبيت ذات ليلة و معه الوليد بن
المغيرة، فتحدثا في شأن النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال أبو جهل: و
اللّه إني لأعلم أنّه صادق.