responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 172

بمعنى (بعد)، و قالوا: إنّ معنى الآية هو أنّهم لا يذوقون موتا بعد موتتهم الأولى.

و قدّر البعض الآخر تقديرا في الكلام فقالوا: إنّ التقدير هو: إلّا الموتة الأولى التي ذاقوها [1].

الثاني: هو: لماذا ورد الكلام عن الموتة الأولى فقط، في حين أننا نعلم أنّ الإنسان يذوق الموت مرّتين: مرّة عند انتهاء حياته، و أخرى بعد حياة البرزخ؟

و قد ذكروا للإجابة على هذا السؤال عدة إجابات كلها غير مرضية، فآثرنا عدم ذكرها لعدم استحقاقها الذكر.

و الأفضل أن يقال: إنّ الحياة و الموت في البرزخ لا يشبهان أبدا الحياة و الموت العاديين، بل إنّ حياة القيامة تشبه الحياة الدنيا من وجوه عديدة بمقتضى المعاد الجسماني، غاية ما هناك أنّها في مستوى أعلى و أسمى، و لذلك يقال لأصحاب الجنّة: لا موتة بعد الموتة الأولى التي ذقتموها، و لما كانت الحياة و الموت في البرزخ لا شباهة لهما بحياة الدنيا و موتها لذا لم يرد الكلام حولهما [2].

السؤال الثّالث هو: إنّ عدم وجود الموت في القيامة لا ينحصر بأصحاب الجنّة، بل أصحاب النّار لا يموتون أيضا، فلما ذا أكّدت الآية على أصحاب الجنّة؟

للمرحوم الطبرسي جواب رائع عن ذلك، فهو يقول: إنّ ذلك بشارة لأهل الجنّة، بأن لهم حياة خالدة هنيئة، أما أصحاب النّار الذين يعتبر كلّ لحظة من لحظات حياتهم موتا، و كأنّهم يحيون و يموتون دائما، فلا معنى لهذا الكلام في حقهم.

و على أية حال، فإنّ التعبير هنا ب لا يَذُوقُونَ‌ إشارة إلى أنّ أصحاب الجنّة لا يرون و لا يعانون أدنى أثر من آثار الموت.

و جميل أنّ نقرأ

في حديث عن الإمام الباقر عليه السّلام‌ أنّ اللّه تعالى يقول لبعض أهل‌


[1]- بناء على هذا فإنّ الاستثناء أعلاه منقطع أيضا لأنّ أصحاب الجنّة لا يذوقون مثل هذا الموت، بل ذاقوه من قبل (فتأمل!).

[2]- الحياة و الموت في البرزخ في ذيل الآية (11) من سورة المؤمن.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست