responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 155

الأمر لا ينسجم مطلقا مع حكمة اللّه.

بناء على هذا، فإنّ مشاهدة وضع هذا العالم و تنظيمه، تلزمنا التصديق بأنّه مدخل و ممر إلى عالم أعظم أبدي، فلما ذا لا تتفكرون في ذلك؟

لقد ذكر القرآن الكريم هذه الحقيقة مرارا في سور المختلفة، فيقول في الآية (16) من سورة الأنبياء: وَ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما لاعِبِينَ‌.

و يقول في الآية (62) من سورة الواقعة: وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى‌ فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ‌.

و على أية حال، فإنّ هنالك غاية وراء خلق هذا العالم، و هناك عالما آخر يتبعه، في حين أنّ المذاهب الإلحادية و المنكرة للمعاد ترى بأنّ هذا الخلق عبث لا فائدة من ورائه و لا هدف.

ثمّ تضيف الآية التي بعدها لتأكيد الكلام: ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِ‌.

إن كون هذا الخلق حقا يوجب أن يكون له هدف عقلائي، و ذلك الهدف لا يتحقق إلّا بوجود عالم آخر. إضافة إلى أنّ كونه حقا يقضي بأنّ لا يتساوى المحسنون و المسيئون، و لما كنا نرى كل واحد من هاتين الفئتين قلّما يرى جزاء عمله في هذه الدنيا، فلا بد من وجود عالم آخر يجري فيه الحساب و الثواب و العقاب، ليتلقى كل إنسان جزاء عمله، خيرا أم شرا.

و خلاصة القول، فإنّ الحق في هذه الآية إشارة إلى الهدفية في الخلق، و اختبار البشر و قانون التكامل، و كذلك تنفيذ أصول العدالة: وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ‌ لأنّهم لا يعملون الفكر في التوصل إلى الحقائق، و إلّا فإنّ أدلة المبدأ و المعاد واضحة بينة.

***

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست