responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 147

هذا العدد من الأنبياء.

إلّا أنّ هذا الكلام، إضافة إلى أنّه لا يثبت مزيتهم المطلقة هذه، فإنّه يدل على أنّها ليست مزية أساسا، فربّما كانت كثرة الأنبياء فيهم دليلا على غاية تمرد هؤلاء القوم و قمة عصيانهم، كما بيّنت الحوادث المختلفة بعد ظهور موسى عليه السّلام أنّهم لم يتركوا شيئا سيئا لم يفعلوه ضد هذا النّبي العظيم.

و على أية حال، فإنّ ما ذكرناه أعلاه في تفسير الآية، هو المقبول من قبل كثير من المفسّرين في شأن أهلية بني إسرائيل النسبية.

غير أنّ هؤلاء القوم المعاندين كانوا يؤذون أنبياءهم دائما- حسب ما يذكره القرآن- و كانوا يقفون أمام أحكام اللّه سبحانه بكلّ تصلب و عناد، بل إنّهم بمجرّد أنّ نجوا من النيل و أهواله طلبوا من موسى أن يجعل لهم آلهة يعبدونها! و هذا يدلنا على إمكانية أن يكون الهدف من الآية ليس بيان خصيصة لبني إسرائيل، بل بيان حقيقة أخرى. و عليه يصبح معنى الآية: مع أننا نعلم أنّ هؤلاء سيسيئون استغلال نعم اللّه و مواهبه، فقد منحناهم التفوق لنختبرهم.

كما يستفاد من الآية التالية- أيضا- أنّ اللّه سبحانه قد منحهم مواهب اخرى ليبلوهم.

و لذا فإنّ هذا الاختبار الإلهي لا يدل على كونه مزية لهؤلاء، و ليس هذا و حسب، بل هو ذم ضمني أيضا، لأنّهم لم يشكروا هذه النعمة، و لم يؤدّوا حقها، و لم ينجحوا في الامتحان.

و تشير آخر آية من هذه الآيات إلى بعض المواهب الأخرى التي منحهم اللّه إيّاها، فتقول: وَ آتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ‌ فمرة ظللنا عليهم الغمام في صحراء سيناء، و في وادي التيه و أخرى أنزلنا عليهم مائدة خاصة من المن و السلوى، و ثالثة أجرينا لهم العيون من الصخور الصماء، و منحناهم أحيانا نعما مادية و معنوية أخرى. إلّا أنّ كلّ ذلك كان لغرض الابتلاء و الامتحان، لأنّ اللّه‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست