responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 146

سفاكي الدماء في التأريخ، في ظل ثورة موسى بن عمران عليه السّلام، الرّبانية، لذلك تضيف الآية مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ‌.

ليس المراد من «عاليا» هنا علو المنزلة، بل هو إشارة إلى استشعاره العلو، و إنّما علوه في الإسراف و التعدي، كما جاء ذلك أيضا في الآية (4) من سورة القصص‌ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ‌ حتى أنّه ادعى الألوهية، و سمى نفسه الرب الأعلى.

و «المسرف» من مادة «إسراف»، أي كلّ تجاوز للحدود، سواء في الأقوال أم الأفعال، و لذلك استعملت كلمة المسرف في آيات القرآن المختلفة في شأن المجرمين الذين يتعدون الحدود في ظلمهم و فسادهم، و كذلك أطلقت على العصاة المسرفين، كما نقرأ ذلك في الآية (53) من سورة الزمر قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ‌.

و تشير الآية التالية إلى نعمة أخرى من نعم اللّه سبحانه على بني إسرائيل، فتقول: وَ لَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى‌ عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ‌ إلّا أنّهم لم يعرفوا قدر هذه النعمة، فكفروا و عوقبوا.

و على هذا فإنّهم كانوا الأمة المختارة في عصرهم، لأنّ المراد من العالمين البشر في ذلك العصر و الزمان لا في كلّ القرون و الأعصار، لأنّ القرآن يخاطب الأمة الإسلامية بصراحة في الآية (110) من سورة آل عمران و يقول: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ‌.

و كذلك الحال بالنسبة إلى الأراضي التي ورثها بنو إسرائيل، إذ يقول القرآن الكريم في الآية (137) من سورة الأعراف‌ وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها في حين أنّ بني إسرائيل لم يرثوا كلّ الأرض، و المراد شرق منطقتهم و غربها.

و يعتقد بعض المفسّرين أنّه كان لبني إسرائيل بعض الميزات التي كانت منحصرة فيهم على مرّ التأريخ، و من جملتها كثرة الأنبياء، إذ لم يظهر في أي قوم‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست