responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 118

و جدير بالانتباه أن بعض المفسّرين فسّر (حم) هنا بالقسم، فيصبح في الآية قسمان متتابعان: قسم بحروف الهجاء ك (حم)، و قسم بهذا الكتاب المقدس الذي يكون من هذه الحروف.

و كما قلنا، فإنّ الآية الثانية أقسمت بالقرآن الكريم، حيث تقول: وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ‌ ذلك الكتاب الواضح محتواه، و البينة معارفه ... الحية تعليماته، البناءة أحكامه، الدقيقة برامجه و خططه، و هو الكتاب الذي يدل بنفسه على كونه حقّا، كما أن بزوغ الشمس دليل على الشمس. [1] لكن لنر الآن ما هو القصد من وراء ذكر هذا القسم؟

الآية التالية توضح هذا الأمر، فتقول: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ.

«المبارك» من مادة بركة، و هي الربح و المنفعة و الخلود و الدوام، فأي ليلة هذه التي تكون مبدأ الخيرات، و منبع الإحسان و العطايا الدائمة؟

لقد فسّرها أغلب المفسّرين بليلة القدر، تلك الليلة العظيمة التي تغيرت فيها مقدرات البشر بنزول القرآن الكريم ... تلك الليلة التي تقدر فيها مصائر الخلائق ...

نعم، لقد نزل القرآن على قلب النّبي المطهر في ليلة حاسمة مصيرية.

و تجدر الإشارة إلى أنّ ظاهر الآية هو أنّ القرآن كله قد نزل في ليلة القدر.

أمّا ما هو الهدف الأساس من نزوله؟ نهاية الآية أشارت إليه إذ قالت: إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ‌ فإن سنتنا الدائمة هي إرسال الرسل لإنذار الظالمين و المشركين، و كان إرسال نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم بهذا الكتاب المبين آخر حلقة من هذه السلسلة المباركة المقدسة.

صحيح أنّ الأنبياء عليهم السّلام ينذرون من جانب، و يبشرون من جانب آخر، لكن لما كان أساس دعوتهم هو مواجهة الظالمين و المجرمين و محاربتهم، كان أغلب‌


[1]- سنبحث حول فلسفة الأيمان و القسم في القرآن، و الهدف الأساسي منها، في تفسير الجزء الأخير من القرآن الكريم، في ذيل الآيات الكثيرة التي يلاحظ القسم فيها مكررا. إن شاء اللّه تعالى.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست