responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 109

فقالت: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِ‌ و هم الذين أسلموا لوحدانية اللّه سبحانه في جميع المراحل، و أذعنوا لها. نعم، هؤلاء هم الذين يشفعون بإذن اللّه تعالى.

لكن ليس الأمر كما تتوهمون أنّهم يشفعون لأي كان، حتى و إن كان وثنيا و مشركا و منحرفا عن طريق التوحيد و ضالا عن الصراط المستقيم، بل‌ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ‌ جيدا لمن يشفعون.

و على هذا فإنّهم يقطعون الأمل من شفاعة الملائكة لسببين:

الأوّل: أنّها كانت بنفسها تقرّ بوحدانية اللّه و تشهد بها، و لذلك حصلت على إذن الشفاعة.

و الآخر: أنهم يعرفون جيدا من له أهلية الشفاعة و مستحقها [1].

و اعتبر البعض جملة وَ هُمْ يَعْلَمُونَ‌ مكملة لجملة إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِ‌ و على هذا يصبح معنى الآية: إنّ الذين يشهدون بالتوحيد و يعلمون حقيقته هم الذين يملكون حق الشفاعة فقط. إلّا أنّ التّفسير الأوّل هو الأنسب.

و على أية حال، فإن هذه الآية تبيّن الشرط الأساس الذي ينبغي توفره في الشفاعة عند اللّه تعالى، و هم الشاهدون بالحق، و العالمون به على الدوام و المحيطون بروح التوحيد جيدا، و هم كذلك عالمون بأحوال المشفوع لهم و أوضاعهم.

ثمّ تدين المشركين من أفواههم، و تجيبهم جوابا قاطعا، فتقول: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ‌.

لقد قلنا مرارا إن من النادر أن يوجد من بين مشركي العرب و غيرهم من يعتقد أن الأصنام هي الخالقة لهم، فإنّ الأعم الأغلب منهم يعتبرون الأصنام وسائط


[1]- طبقا لهذا التّفسير فإن استثناء (إلّا من شهد بالحق) استثناء متصل، لكنه يصبح منقطعا فيما إذا كان المراد من جملة (الذين يدعون من دونه الشفاعة) خصوص الأصنام. لكن يبدو أن المعنى الأوّل هو الأنسب، خاصة بملاحظة (الذين) و هي للعاقل، أو التغليب من العاقل و غير العاقل.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست