الكثير من المفسّرين قالوا: إنّ مشركي قريش كانوا يخوفون رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و اله و سلّم من آلهتهم و يحذرونه من غضبها على أثر وصفه تلك الأوثان
بأوصاف مزرية، و يوعدونه بأنّه إن لم يسكت عنها فستصيبه بالأذى، و للرد على كلامهم
نزلت الآية المذكورة أعلاه [1].
و البعض قال: عند ما عزم خالد على كسر العزى بأمر من النّبي صلّى اللّه عليه و
اله و سلّم قال المشركون: إياك يا خالد فبأسها شديد. فضرب خالد أنفها بالفأس و
هشمها و قال:
كفرانك يا عزى لا سبحانك، سبحان من أهانك، إنّي رأيت اللّه قد أهانك [2].
و لكن قصة خالد هذه التي كانت بعد فتح مكّة كما يبدو، لا يمكن أن تكون سببا
لنزول الآية لأنّ كلّ سورة الزمر (مكية) و لهذا لعلها من قبيل التطابق.
[1]- تفسير الكشاف و مجمع البيان و
أبو الفتوح الرازي و في ظلال مع اختلافات جزئية.
[2]- مجمع البيان ذيل آيات البحث (هذه
الرواية وردت أيضا في الكشاف و القرطبي و بصورة مختصرة).