responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 65

أما الخاصية الثّانية فهي‌ مَثانِيَ‌- أي المكرر-

و هذه الكلمة تشير إلى تكرار بحوثه المختلفة و قصصه و مواعظه، التكرار الذي لا يملّ منه الإنسان، و إنّما على العكس من ذلك، إذ يتشوق لتلاوته أكثر، و هذه إحدى أسس الفصاحة، إذ يعمد الإنسان أحيانا إلى التكرار و بصور مختلفة و أساليب متنوعة، و ذلك إذا أراد التأكيد على أمر ما و جلب الانتباه إليه و التأثّر به، كي لا يملّ السامع أو يضجر منه.

إضافة إلى أنّ مواضيع القرآن المكررة تفسّر إحداها الأخرى، و تحل الكثير من ألغازه عن هذا الطريق.

بعضهم اعتبرها إشارة إلى تكرار تلاوة القرآن و بقائه غضا طريا من جراء تكرار تلاوته.

و البعض الآخر اعتبرها إشارة إلى تكرار نزول القرآن، فمرّة نزل دفعة واحدة على صدر الرّسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ذلك في ليلة القدر، و مرّة أخرى بصورة تدريجية استمرت لفترة (23) عاما.

و من المحتمل أن يكون المراد من التكرار هو ملاءمة القرآن لكلّ زمان، و انكشاف بعض الأمور الغيبية فيه بمرور السنوات.

و التّفسير الأوّل أنسب من بقية التفاسير، رغم عدم وجود أيّ تعارض بين الجميع، بل من الممكن أن تكون جميعها صحيحة [1].

أمّا الخاصية الثّالثة فهي تقشعر منه الجلود

و هذه الخاصية للقرآن فهي مسألة نفوذه و تأثيره العميقين و الخارقين‌ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَ قُلُوبُهُمْ إِلى‌ ذِكْرِ اللَّهِ‌.


[1]- قال الزمخشري في الكشاف: إن (مثاني) يمكن أن تكون جمع (مثنى) على وزن (مصلّى) و تعني المكرّر، و يمكن أن تكون جمع (مثنى) على وزن (مبنى) من التثنية بمعنى التكرار، الكشاف، المجلد الرابع، الصفحة 123.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست