فقال صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم: «إذا دخل النور في القلب انشرح و انفتح».
ثم قلنا:
يا رسول اللّه ما هي علامات انشراح الصدر؟ فقال: «الإنابة إلى دار الخلود، و
التجافي عن دار الغرور، و الاستعداد للموت قبل نزوله» [1].
أمّا علي بن
إبراهيم فيقول في تفسيره أن عبارة: أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ
صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ نزلت في حقّ أمير المؤمنين عليّ بن
أبي طالب عليه السّلام. و قد ورد في تفاسير اخرى أنّ عبارة:
فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ نزلت بحقّ (أبي لهب و أبنائه)
[2].
و من الواضح
أنّ أسباب النّزول هنا هي في الحقيقة من باب تطبيق المفهوم العام على المصاديق
الواضحة.
إنّ ما يلفت
النظر في عبارة: فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ
أنّ النور و الضياء جعل هنا بمثابه مركبة يركبها المؤمنون تفسير بهم بسرعة عجيبة و
مسير واضح و قدرة على طواف العالم كلّه.
بحث
عوامل (شرح
الصدر) و (قسوة القلب)
الناس ليسوا
على وتيرة واحدة من حيث قبول الحق و إدراك الأمور، فالبعض يتمكّن من إدراك الحقيقة
بمجرّد إشارة واحدة أو جملة قصيرة، و هذا يعني أنّ تذكيرا واحدا يكفي لإيقاظهم
فورا، و موعظة واحدة قادرة على إحداث صيحات في أرواحهم و في حين أنّ البعض الآخر
لا يتأثّر بأبلغ الكلمات و أوضح الأدلّة و أقوى العبارات، و هذه المسألة ليست
بالأمر السهل أو الهيّن.
[1]- تفسير القرطبي، المجلد الثامن، الصفحة 5691
(تفسير سورة الزمر ذيل آيات البحث) نقل هذا الحديث مع اختلاف جزئي عن (روضة
الواعظين) للشيخ المفيد.