responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 580

للنبوغ الفكري للأنبياء، و يقول: إنّ الأنبياء كانوا أفرادا ذوي فطرة طاهرة و نبوغ خارق، حيث كانوا يدركون مصالح المجتمع الإنساني، و بواسطته يضعون له المعارف و القوانين.

و هذا الكلام في الواقع ينكر بصراحة نبوّة الأنبياء، و يكذب أقوالهم، و يتهمهم بأنواع الأكاذيب (العياذ باللّه).

و بعبارة أوضح فإنّ أيّا ممّا ذكرناه لا يعتبر تفسيرا للوحي، و إنّما هي افتراضات مطروحة في حدود الأفكار، و لأنّهم أصروا على عدم الاعتراف بوجود قضايا اخرى خارج إطار معلوماتهم، لذا فإنّهم واجهوا الطريق المسدود.

الكلام الحق في الوحي:

لا يمكننا الاحاطة- بلا شك- بحقيقة الوحي و ارتباطاته، لأنّه نوع من الإدراك خارج عن حدود إدراكنا، و هو ارتباط خارج عن حدود ارتباطاتنا المعروفة. فعالم الوحي بالنسبة لنا عالم مجهول و فوق إدراكاتنا، فكيف يستطيع إنسان ترابي أن يرتبط مع مصدر عالم الوجود؟! و كيف يرتبط الخالق الأزلي الأبدي مع مخلوق محدود و ممكن الوجود! و كيف يتيقن النّبي عند نزول الوحي أن هذا الارتباط معه؟

هذه أسئلة يصعب الجواب عليها بالنسبة لنا، و لا داعي للإصرار على فهمها.

أميا الموضوع الذي يعتبر معقولا بالنسبة لنا و يمكن قبوله فهو وجود- أو إمكانية وجود- هذا الارتباط المجهول.

فنحن نقول: لا يوجد أيّ دليل عقلي ينفي إمكانية مثل هذا الأمر، بل على العكس من ذلك حيث نرى ارتباطات مجهولة في عالمنا نعجز عن تفسيرها، و هذه الارتباطات تؤّكد وجود مرئيات و مدركات اخرى خارج حدود حواسنا و ارتباطاتنا.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 580
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست