responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 579

الإسلامي إلا أنّها خطوة كبيرة في سبيل إثبات أمر عظيم كان قد أحيل إلى عالم الأمور الخرافية) [1].

و الكلام في هذا المجال كثير، إلّا أن خلاصته أنّهم اعتبروا الوحي تجليا للوجدان الخفي و إظهارا لعالم اللاشعور في الإنسان الذي هو أقوى بكثير من عالم الشعور فيه و بما أنّ الأنبياء كانوا رجالا متميّزين فقد كانوا يتمتعون بوجدان قوي جدّا و ذي ترشحات مهمّة.

نقد و تحليل‌

واضح أن ما تقوله هذه المجموعة هو افتراض بحت، حيث لم يذكروا أيّ دليل على ذلك، و في الحقيقة فقد اعتبروا الأنبياء أفرادا لهم نبوغ فكري و شخصية عظيمة، دون أن يقبلوا ارتباطهم بمصدر عالم الوجود (الخالق العظيم) و اكتسابهم للعلوم عن طريقه و من خارج كيانهم.

إنّ مصدر خطئهم هو أنّهم أرادوا قياس الوحي وفقا لمعايير العلوم التجريبية، و نفي أي شي‌ء خارج دائرتها، و جميع الموجودات في هذا العالم يجب أن تدرك بهذا المعيار، و إلّا فهو غير موجود.

هذا الأسلوب من التفكير ترك آثاره السيئة، ليس في موضوع الوحي فحسب، بل في العديد من البحوث الفلسفية و العقائدية الأخرى. لذا فإن هذا التفكير مرفوض من أساسه، لأنّهم لم يذكروا أيّ دليل على تقييد جميع الكائنات في العالم بالكائنات المادية و ما ينتج عنها.

3- النبوغ الفكري‌

البعض الآخر تجاوز هذه الأقوال و أعلن بشكل رسمي أن الوحي نتيجة


[1]- دائرة المعارف القرن العشرين 10/ مادة (وحى).

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 579
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست