و يمكن أن تكون لبعض هذه الأقسام السبعة فروعا اخرى تزيد عند استعمالها من
استخدامات الوحي في الكتاب و السنة، لذا فإن «التفليسي» ذهب في كتابه (وجوه
القرآن) الى وجود عشر معاني أو أوجه للوحي، و بعضهم ذكر عددا أكثر من هذا.
و من خلال هذه الاستخدامات المختلفة للوحي و مشتقاته نستنتج أن الوحي الإلهي
على نوعين: (وحى تشريعي) و (وحي تكويني).
فالوحي التشريعي هو ما كان ينزل على الأنبياء، و يمثل العلاقة الخاصة بينهم و
بين الخالق، حيث كانوا يستلمون الأوامر الإلهية و الحقائق عن هذا الطريق.
أمّا الوحي التكويني فهو في الحقيقة وجود الغرائز و القابليات و الشروط و
القوانين التكوينية الخاصة التي أوجدها الخالق في أعماق جميع الكائنات في هذا
العالم.
الثّاني: حقيقة (الوحي) المجهولة
لقد قيل الكثير حول حقيقة الوحي، و لكن بما أن هذا الارتباط المجهول خارج حدود
إدراكاتنا، لذا فإن هذه الكلمات لا تستطيع أن تعطي صورة الواضحة للموضوع، و أحيانا
تؤدي الى الانحراف عن جادة الصواب، و قد ذكرنا آنفا ما يمكن قوله في هذا المجال، و
في الحقيقة فإن ما يمكن قوله بشكل جميل و مختصر، و لم تصل بحوث المفكرين و العلماء
لأكثر من ذلك، و في نفس الوقت لا بدّ هنا من ذكر بعض التفاسير التي طرحها الفلاسفة
القدماء و الجدد حول الوحي: