2- يتقمص الملك أحيانا شكل الإنسان و يتحدث مع النّبي (حيث تذكر الأحاديث أن
جبرئيل ظهر بصورة دحية الكلبي) [1].
3- و أحيانا يكون على شكل رنين الجرس الذي يدوي صوته في الآذان، و كان هذا
أصعب أنواع الوحي بالنسبة للرسول حيث كان يتصبب عرقا حتى في الأيّام الباردة، و
إذا كان راكبا على دابة فإنّها كانت تقف و تجثو على الأرض.
4- كما كان يظهر جبرئيل أحيانا بصورته الأصلية التي خلقه اللّه عليها، و هذا
ما حدث مرتين فقط طوال حياة رسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم [كما سيأتي تفصيل
ذلك في سورة النجم- الآية 12] [2].
بحثان
الأوّل: الوحي في اللغة و القرآن و السنة
يرى الراغب في مفرداته إن أصل الوحي يعني الإشارة السريعة سواء بالكلام
الخافت، أو الصوت الخالي من التراكيب الكلامية، أو الإشارة بالأعضاء (بالعين و
اليد و الرأس) أو بالكتابة.
و من خلال ذلك نستفيد أن الوحي يشتمل على السرعة من جانب و الإشارة من جانب
آخر، لذا فإن هذه الكلمة تستخدم للارتباط الخاص و السريع للأنبياء مع عالم الغيب،
و ذات الخالق المقدسة.
[1]- «دحية بن خليفة الكلبي» هو أخو
الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم في الرضاعة، و كان من أجمل الناس في ذلك
الزمان، حيث كان جبرئيل يظهر على صورته عند مجيئه للرسول صلّى اللّه عليه و اله و
سلّم [مجمع البحرين- كلمة دحى]، و كان من أشهر صحابة الرّسول و معروفا بالوجه
الحسن، و قد أرسله النّبي الأكرم إلى قيصر الروم (هرقل) حاملا رسالة منه في العام
السادس أو السابع للهجرة، و بقي حيا إلى أيّام خلافة معاوية.