فالقرآن لا يقول أبدا بالاستسلام حيال المصائب و عدم السعي لحل المشاكل، و
الركون للظلم و الجور و المرض، بل يقول: إذا شملتك المصائب بالرغم من سعيك و
محاولاتك لدفعها، فاعلم أن ذلك هو كفارة الذنوب التي قمت بها و ارتكبتها، عليك أن
تفكر بأعمالك السابقة، و تستغفر لذنوبك، و تصلح نفسك و تكتشف نقاط ضعفك.
و إذا ورد في الروايات أن هذه الآية من أفضل آيات القرآن، فذلك بسبب تأثيرها
التربوي المهم، و من جانب آخر تقوم بتخفيف هموم الإنسان، و تعيد الأمل و عشق
الخالق إلى قلبه و روحه.
الثّالثة: من هم أصحاب الصفة؟
الذين يذهبون إلى زيارة قبر النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم في المدينة،
يشاهدون مكانا مرتفعا قليلا عن الأرض في زاوية المسجد و قرب القبر الشريف حيث عزلت
أطرافه بشكل جميل عن باقي المسجد، كما أن الكثير ينتخب هذا المكان لتلاوة القرآن و
الصلاة.
هذا المكان يذكرنا بمكان (الصفّة) و هو المحل الذي هيأه النّبي صلّى اللّه
عليه و اله و سلّم لمجموعة من الغرباء الذين اعتنقوا الإسلام و لم يكن لديهم مأوى
سوى المسجد [1].
توضيح:
أوّل شخص غريب اعتنق الإسلام و لم يكن يملك مكانا في المدينة هو شاب من أهل
اليمامة يسمى (جويبر) حيث أن قصة زواجه الشهيرة مع (الذلفاء) تعتبر من أجمل حوادث
محاربة الفواصل الطبقية في التاريخ الإسلامي.
[1]- «صفة» على وزن (غصّة) و تعني في
اللغة الصيفية المغطاة بسعف النحل.