العالم، و كانت في حركة دائبة، و ليست مثل السفن العادية التي لها مرفأ تتجه
إليه مقتدية بالنجوم.
لقد كان الهدف السفينة نفسها، و النجاة من الغرق، حتى غاظ الماء و استوت على
الجودي.
إضافة إلى ذلك فإنّ بعض الرّوايات الواردة في كتب أهل السنة تنقل
عن الرّسول الأكرم صلّى اللّه عليه و اله و سلّم أنّه قال: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق و أهل بيتي أمان لأمتي
من الاختلاف في الدين» [1].
3- تفسير «و من يقترف حسنة ...»
«اقترف» في جملة: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً مأخوذة في الأصل من (قرف) على وزن (حرف) و تعني قطع القشرة
الإضافية من الشجرة، أو من الجروح الحاصلة، حيث تكون أحيانا علامة على شفاء الجرح
و تحسنه، هذه الكلمة استخدمت فيما بعد في الاكتساب سواء كان حسنا أو سيئا.
و لكن كما يقول الراغب- فإن هذا المصطلح استخدم في السيئات أكثر ممّا هو في
الحسنات (بالرغم من أن الآية التي نبحثها استخدمته في الحسنات). لذلك فإن هناك مثل
معروف يقول: الاعتراف يزيل الاقتراف.
و الطريف في الأمر أنّ بعض التفاسير تنقل عن ابن عباس و (السدّ) أن المقصود من
(اقتراف الحسنة) في الآية الشريفة هو مودة آل محمّد [2].
و
جاء في حديث ذكرناه سابقا عن الإمام الحسن بن علي عليه السّلام: «اقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت».
[1]- نقل (الحاكم) هذا الحديث عن ابن عباس
في المجلد الثّالث (المستدرك) ص 149، ثمّ يقول: هذا حديث صحيح الإسناد و لم
يخرجاه.
[2]- مجمع البيان- نهاية الآيات التي
نبحثها، و تفسير الصافي و القرطبي.