و مع هذا لا أعتقد الخروج عما يعتقده أكابر أهل السنة في الصحابة رضي اللّه
تعالى عنهم دينا، و أرى حبّهم فرضا علي مبينا، فقد أوجبه الشارع و قامت على ذلك
البراهين السواطع» [1].
2- سفينة النجاة
ذكر الفخر الرازي في نهاية هذا البحث ملاحظة، كما ذكرها الآلوسي أيضا في روح
المعاني بعنوان (ملاحظة لطيفة) و ذلك نقلا عن الفخر الرازي، حيث يعتقد أن بعض
التناقضات ستزول من خلال هذه الملاحظة هي:
إن الرّسول الأكرم قال من جانب: «مثل أهل
بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجى»
و من جانب آخر قال: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.
فنحن الآن تائهون في بحر التكاليف، و أمواج الشبهات و الشهوات تعصف بنا من كلّ
جانب، و من يريد أن يعبر هذا البحر يحتاج إلى شيئين:
الأول: السفينة الخالية من أي عيب أو نقص.
و الثّاني: النجوم المتلألئة التي توضح الطريق.
فعند ما يركب الإنسان في السفينة و تراقب عيناه النجوم الوضاءة، عندها سيكون
هناك أمل بالنجاة. و بالمثل فأي واحد من أبناء السنة عند ما يركب في سفينة حب آل
محمّد و ينظر إلى الأصحاب (النجوم) عندها سيكون هناك أمل بأن يوصله الخالق جل و
علا إلى السعادة و السلامة في الدنيا و الآخرة [2].
و كلنا نقول أن هذا التشبيه الشاعري ليس دقيقا بالرغم من جماله، لأن سفينة نوح
كانت مركب النجاة في ذلك اليوم، عند ما غطت الأمواج العاصفة و المياه كل