«و من الشيعة من أورد الآية في مقام
الاستدلال على إمامة علي كرم اللّه تعالى وجهه قال: علي كرم اللّه تعالى وجهه،
واجب المحبة و كل واجب المحبة واجب الطاعة و كل واجب الطاعة صاحب الإمامة، ينتج،
علي رضي اللّه عنه صاحب الإمامة و جعلوا الآية دليل الصغرى، و لا يخفى ما في
كلامهم هذا من البحث أمّا أوّلا: فلأن الاستدلال بالآية على الصغرى لا يتمّ إلّا
على القول بأن معناها لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوا قرابتي و تحبوا أهل بيتي و
قد ذهب الجمهور إلى المعنى الأوّل و قيل في هذا المعنى: إنّه لا يناسب شأن النبوّة
لما فيه من التهمة فإن أكثر طلبة الدنيا يفعلون شيئا و يسألون عليه ما يكون فيه
نفع لأولادهم و قراباتهم و أيضا فيه منافاة لقوله تعالى: وَ ما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ و أمّا ثانيا: فلأنا لا نسلم أن كلّ واجب المحبة واجب
الطاعة فقد ذكر ابن بابويه في كتاب الإعتقادات أن الإمامية اجمعوا على وجوب محبة
العلوية مع أنّه لا يجب طاعة كلّ منهم.
و أمّا ثالثا: فلا لا نسلم إن كلّ واجب الطاعة صاحب الإمامة أي الزّعامة
الكبرى و إلّا لكان كلّ نبي في زمنه صاحب ذلك و نص: إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً يأبى ذلك و أمّا رابعا: فلأن الآية تقتضي أن تكون الصغرى
أهل البيت واجبو الطاعة و متى كانت هذه صغرى قياسهم لا ينتج النتيجة التي ذكروها و
لو سلمت جميع مقدماته، بل ينتج أهل البيت صاحبوا الإمامة و هم لا يقولون بعمومه
...» [1].
تحليل و مناقشة:
يمكن توضيح جواب العديد من هذه الإشكالات إذا راجعنا تصورنا لهذه