جاء في آخر
الآية: لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ
فَوْقِها غُرَفٌ.
فإن كان أهل
جهنم مستقرين في ظلل من النّار، كما ورد في الآية السابقة:
لَهُمْ
مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ
فإنّ لأهل الجنّة غرفا من فوقها غرف اخرى، و قصور فوقها قصور اخرى، لأنّ منظر
الورود و الماء و الأنهار و البساتين من فوق الغرف يبعث على اللذة و البهجة بشكل
أكثر.
«غرف» جمع «غرفة» من مادة «غرف» و على وزن حرف-
بمعنى تناول الشيء و لذا يطلق على من يتناول الماء بكفه ليشربه «غرفة» ثمّ أطلقت
على الطبقات العليا من المنازل.
و كشفت الآية
أيضا عن أن غرف أهل الجنّة الجميلة قد زينت بأنهار تجري من تحتها
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ نعم، هذا وعد اللّه
وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ[1].
بحوث
1- منطق
حرية التفكير في الإسلام
الكثير من
المذاهب الوضعية تنصح أتباعها بعدم مطالعة و مناقشة مواضيع و آراء بقية المذاهب،
إذ أنّهم يخافون من أن تكون حجّة الآخرين أقوى من حجّتهم.
الضعيفة و
بالتالي فقدان اتباعهم.
إلّا أنّ
الإسلام- كما شاهدنا في الآيات المذكورة أعلاه- ينتهج سياسة الأبواب المفتوحة في
هذا المجال، إذ يعتبر المحققين هم عباد اللّه الحقيقيين الذين لا يرهبون سماع آراء
الآخرين، و لا يستسلمون لشيء من دون أي قيد أو شرط،
[1]- يقول «الزمخشري» في الكشاف:
وَعْدَ اللَّهِ منصوب لكونه مفعولا مطلقا للتأكيد، و لأنّ
عبارة لَهُمْ غُرَفٌ تعني و عدهم الله غرفا.