و مودة ذوي القربى و محبتهم- كما سيأتي بيانها بشكل مفصل- ترتبط بقضية الولاية
و قبول قيادة الأئمة المعصومين عليهم السلام من آل الرّسول حيث تعتبر في الحقيقة
استمرارا لقيادة النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم و استمرارا للولاية الإلهية،
و جليّ أن قبول هذه الولاية و القيادة كقبول نبوة النّبي صلّى اللّه عليه و اله و
سلّم ستكون سببا لسعادة البشرية نفسها و ستعود نتائجها إليها.
توضيح
هناك بحوث متعددة و تفاسير مختلفة للمفسّرين في تفسير هذه الجملة، بحيث إذا ما
نظرنا إليها بدون أي موقف مسبق نشاهد أنّها ابتعدت عن المفهوم الأصلي للآية بسبب
الدوافع المختلفة، و ذكروا احتمالات لا تتلاءم مع محتوى الآية، و لا مع سبب
نزولها، و لا مع سائر القرائن التأريخية و الروائية.
و بشكل عام هناك أربعة تفاسير معروفة للآية:
1- هو ما قلناه أعلاه، حيث أن المقصود من ذوي القربى هم أقرباء الرّسول صلّى
اللّه عليه و اله و سلّم، و حبّهم يعتبر وسيلة لقبول إمامة و قيادة الأئمّة
المعصومين عليهم السّلام من نسل الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم، و دعما
لتطبيق الرسالة.
و قد اختار هذا المعنى جمع من المفسّرين الأوائل، و جميع المفسّرين الشيعة، و
وردت روايات كثيرة من طرق الشيعة و السنّة في هذا المجال سنشير إليها لاحقا.
2- المقصود هو أن جزاء الرسالة و أجرها هو حب أمور معينة تقربكم من اللّه.
هذا التّفسير الذي ذكره بعض مفسّري أهل السنة لا يتلاءم مع ظاهر الآية أبدا،
لأن معنى الآية سيصبح هكذا: إنني أريد منكم أن تحبوا طاعة الخالق، و تودونه في
قلوبكم، في حين أنّه يجب أن يقال: إنني أريد منكم أن تطيعوا