بما أن الآيات السابقة تحدثت عن تفرق الأمم بسبب البغي و الظلم و الانحراف،
لذا فإنّ الآية التي نبحثها تأمر النّبي بمحاولة حل الاختلافات و إعادة الحياة إلى
دين الأنبياء، و أن يبذل منتهى الاستقامة في هذا الطريق، فتقول:
فَلِذلِكَ فَادْعُ[1] أي ادعوهم إلى الدين الإلهي الواحد و امنع الاختلافات.
ثم تأمره بالاستقامة في هذا الطريق، فتقول: وَ اسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ.
و لعل جملة «كما أمرت» إشارة إلى المرحلة العالية من الاستقامة، أو إلى أن
[1]- بعض المفسّرين اعتبر «اللام» في
«لذلك» بمعنى «إلى»، و البعض الآخر بمعنى (التعليل) و في الحالة الأولى تكون كلمة
(ذلك) إشارة إلى دين الأنبياء السابقين، و في الحالة الثانية إشارة إلى اختلاف
الأمم.