responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 49

ففي البداية تقول (بشر عباد) ثمّ تعرّج على تعريف أولئك العباد المقربين بأنّهم أولئك الذين لا يستمعون لقول هذا و ذاك ما لم يعرفوا خصائص و ميزات المتكلم، و الذين ينتخبون أفضل الكلام من خلال قوّة العقل و الإدراك، إذ لا تعصب و لا لجاجة في أعمالهم، و لا تحديد و جمود في فكرهم و تفكيرهم، إنّهم يبحثون عن الحقيقة و هم متعطشون لها، فأينما وجدوها استقبلوها بصدور رحبة، ليشربوا من نبعها الصافي من دون أيّ حتى يرتووا.

إنّهم ليسوا طالبين للحق و متعطشين للكلام الحسن و حسب، بل هم يختارون الأجود و الأحسن من بين (الجيد) و (الأجود) و (الحسن) و (الأحسن)، و خلاصة الأمر فإنّهم يطمحون لنيل الأفضل و الأرفع، و هذه هي علامات المسلم الحقيقي المؤمن الساعي وراء الحق.

أمّا ما المقصود من كلمة (القول) في عبارة يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ‌ فإنّ المفسّرين أعطوا عدّة آراء لتفسيرها، منها:

البعض فسّره بأنّه يعني (القرآن) الذي يحتوي على الطاعات و المباحات، و اقتفاء الأحسن يعني اقتفاء الطاعات.

و البعض الآخر فسّرها بأنّها تعني مطلق الأوامر الإلهية المذكورة في القرآن و غير المذكورة فيه.

و لكن لم يتوفّر أيّ دليل على هذين التّفسيرين، بل أن ظاهر الآية يشتمل كلّ قول و حديث، فالمؤمنون هؤلاء يختارون من جميع الكلمات و الأحاديث ما هو (أحسن)، ليترجموه في أعمالهم.

و الطريف في الأمر أنّ القرآن الكريم حصر في الآية المذكورة أعلاه الذين هداهم اللّه بأولئك القوم الذين يستمعون القول و يتبعون أحسنه، كما أنّه اعتبر العقلاء ضمن هذه المجموعة، و هذه إشارة إلى أنّ أفراد هذه المجموعة مشمولون بالهداية الإلهية الظاهرية، و الباطنية، الهداية الظاهرية عن طريق العقل و الإدراك،

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست