responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 448

الإنسان من إخراج ما في ذهن الطرف الآخر.

و الآية- في هذا الجزء منها- رد على شبهات الكفار بخصوص المعاد، فهؤلاء يقولون: كيف يمكن لهذا التراب المتناثر المختلط مع بعضه البعض أن ينفصل؟ و من يستطيع أن يجمع أجزاء الإنسان؟ و الأكثر من ذلك: من الذي يحيط بنيات الناس و أعمالهم على مدى تأريخ البشرية؟

القرآن يجيب على كلّ ذلك بالقول: كيف يمكن للخالق المحيط بكل شي‌ء أنّ لا تكون هذه الأمور طوع قدرته و واضحة بالنسبة له؟

ثم إنّ دليل إحاطة علمه بكل شي‌ء، هو تدبيره لكل هذه الأمور، فكيف يجوز له أن لا يعلم بأمور ما خلق و دبّر؟

بعض المفسّرين اعتبر أنّ الآية تختص بالتوحيد و ليس بالمعاد، حيث يقول العلامة الطباطبائي في ذلك: «الذي يفيده السياق أنّ في الآية تنبيها على أنّهم لا ينتفعون بالاحتجاج على وحدانيته تعالى بكونه شهيدا على كلّ شي‌ء، و هو أقوى براهين التوحيد و أوضحها لمن تعقل، لأنّهم في مرية و شك من لقاء ربّهم، و هو تعالى غير محجوب بصفاته و أفعاله عن شي‌ء من خلقه» [1].

و لكن هذا التّفسير مستبعد نظرا لأنّ تعبير «لقاء اللّه» عادة ما يأتي للكناية على يوم القيامة.

بحوث‌

أوّلا: التوحيد بين دليل «النظم» و دليل «الصدّيقين»

أشار الفلاسفة في بحوثهم حول التوحيد إلى الأهمية الكبيرة لنوعين من الاستدلال على الخالق جلّ و علا: أحدهما الاستدلال من خلال «النظم».


[1]- تفسير الميزان. المجلد (17). صفحة (405).

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 448
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست