responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 429

لذلك نقرأ

في حديث عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السّلام في الإجابة على هذا السؤال: هل يجبر اللّه عباده على المعاصي؟

فقال: «لا، بل يخيرهم و يمهلهم حتى يتوبوا».

فسئل عليه السّلام مجددا: هل كلف عباده ما لا يطيقون؟

أجاب الإمام عليه السّلام: «كيف يفعل ذلك و هو يقول: وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ».

ثم أضاف الإمام الرضا عليه السّلام: «إنّ أبي موسى بن جعفر نقل عن أبيه جعفر بن محمّد من زعم أنّ اللّه يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته، و لا تقبلوا شهادته، و لا تصلوا وراءه و لا تعطوه من الزكاة شيئا» [1].

إنّ هذا الحديث الشريف يشير- ضمنا- إلى هذه الملاحظة الدقيقة. و هي إنّ الجبريين ينتهون في عقيدتهم إلى القول ب «التكليف بما لا يطاق» لأنّ الإنسان إذا كان مجبورا على الذنب من ناحية، و ممنوعا عنه من ناحية اخرى، فهذا يكون مصداقا واضحا للتكليف بما لا يطاق.

ثانيا: الذنوب و سلب النعم‌

في حديث عميق الدلالة لأمير المؤمنين نقرأ

قوله عليه السّلام: «و أيم اللّه! ما كان قوم قط في غض نعمة من عيش فزال عنهم إلّا بذنوب اجترحوها، لأنّ اللّه ليس بظلام للعبيد».

ثم أضاف عليه السّلام:

«و لو أنّ الناس حين تنزل بهم النقم، و تزول عنهم النعم، فزعوا إلى ربّهم بصدق من نياتهم، و وله من قلوبهم، لردّ عليهم كلّ شارد، و أصلح لهم كلّ فاسد.»[2].


[1]- عيون أخبار الرضا، نقلا عن نور الثقلين، المجلد 4، صفحة 555.

[2]- نهج البلاغة، الخطبة 188.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 429
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست