responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 428

مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.

لذا فإنّ من لم يؤمن بهذا الكتاب و الدين العظيم فسوف لن يضروا اللّه تعالى و لا يضروك، لأن الحسنات و السيئات تعود إلى أصحابها، و هم الذين سينالون حلاوة أعمالهم و مرارتها.

مسائل:

أوّلا: الإختيار و العدالة

قوله تعالى: وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ دليل واضح على قانون الإختيار و حربة الإرادة، و فيه حقيقة أنّ اللّه لا يعاقب أحدا بدون سبب، و لا يزيد في عقاب أحد دون دليل، فسياسته في عباده العدالة المحضة، لأنّ الظلم يكون بسبب النقص و الجهل و الأهواء النفسية، و الذات الإلهية المقدسة منزّهة عن كلّ هذه العيوب و النواقص.

كلمة «ظلّام» و التي هي صيغة مبالغة بمعنى «كثير الظلم»، يمكن أن تشير- هنا و في آيات قرآنية اخرى- إلى أنّ العقاب دون سبب من قبل الخالق العظيم يعتبر مصداقا للظلم الكثير، لأنّه تعالى منزّه عن هذا الفعل.

و ذهب بعضهم الى أن اللّه تعالى له عباد كثر، فلو أراد أن يظلم كلّ واحد منهم بجزء يسير قليل، عندها سيكون مصداقا ل «ظلّام».

و هذان التّفسيران لا يتعارضان فيما بينهما.

المهم هنا أنّ القرآن و في هذه الآيات البينات نفى الجبر الذي يؤدي الى اشاعة الفساد و ارتكاب أنواع القبائح، و الاعتقاد به يؤدي إلى إلغاء أي نوع من المسؤولية و التكليف، بينما الجميع مسئولون عن أعمالهم، نتائجها تعود بالدرجة الأولى عليهم.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 428
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست