أوّلا: البناء الذاتي للدعاة من حيث الإيمان و العمل الصالح.
ثانيا: الاستفادة من أسلوب «دفع السيئة بالحسنة».
ثالثا: تهيئة الأرضية الأخلاقية لإنجاز هذا الأسلوب و العمل به.
رابعا: رفع الموانع من الطريق و محاربة الوساوس الشيطانية.
لقد قدّم لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم و الأئمّة من أهل بيته
عليهم السّلام خير أسوة و قدوة في تنفيذ هذا البرنامج و الالتزام به، و الالتزام
بهذا البرنامج يعتبر أحد الأسباب التي أدّت بالإسلام في ذلك العصر المظلم الى
الاتساع و الانتشار.
و اليوم يشهد علم النفس العديد من البحوث و الدراسات حول وسائل التأثير على
الآخرين، إلّا أنّها تعتبر شيئا تافها في مقابل عظمة الآيات أعلاه، خصوصا و أن
البحوث هذه عادة ما تتعامل مع ظواهر الإنسان و تستهدف الكسب السريع العاجل و لو من
خلال التمويه و الخداع، لكن البرنامج القرآني يخوض في أعماق النفس البشرية و يؤسس
قواعد تأثيره على مضمون الإيمان و التقوى.
و اليوم، ما أحلى أن يلتزم المسلمون ببرنامج دينهم، و يعمدون إلى نشر الإسلام
في عالم متلهف إلى قيم السماء.
أخيرا تنهي هذه الفقرة بإضاءة نبوية نقتبسها عن تفسير «علي بن إبراهيم» الذي
ورد فيه: «أدّب اللّه نبيّه فقال: وَ لا
تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، قال: ادفع سيئة من أساء إليك بحسنتك، حتى يكون الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ
حَمِيمٌ» [1].
ثانيا: الإنسان في مواجهة عواصف الوسواس:
ثمّة منعطفات صعبة في حياة المؤمنين يمكن فيها الشيطان، و يحاول أن ينزغ