responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 405

الصالحة، و الاستمرار على نهج الإسلام الصحيح.

أمّا قوله تعالى: وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ‌ فللمفسّرين فيه قولان:

الأوّل: أنّ (قال) هنا من (قول) و تعني الاعتقاد، و يكون المعنى: الذي عنده الاعتقاد الراسخ بالإسلام.

الثّاني: أنّ (قول) بمعنى الحديث و التحدّث، و حين ذلك يكون المعنى: الذي يفتخر و يتباهى بالدين الإلهي، و ينادي بصوت مرتفع إنني من المسلمين.

المعنى الأوّل يبدو أكثر قبولا بالرغم من أنّ مفهوم الآية يتحمل المعنيين.

بعد بيان الدعوة إلى اللّه و أوصاف الدعاة إلى اللّه، شرحت الآيات أسلوب الدعوة و طريقتها، فقال تعالى: وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ [1].

في الوقت الذي لا يملك فيه أعداؤكم سوى سلاح الافتراء و الاستهزاء و السخرية و الكلام البذي‌ء و أنواع الضغوط و الظلم، و يجب أن يكون سلاحكم- أنتم الدعاة- التقوى الطهر و قول الحق و اللين و الرفق و المحبّة.

إنّ المذهب الحق يستفيد من هذه الوسائل، بعكس المذاهب المصطنعة الباطلة.

و بالرغم من أنّ (الحسنة) و (السيئة) تنطويان على مفهومين واسعين، إذ تشمل الحسنة كلّ إحسان و جميل و خير و بركة، و السيئة تشمل كلّ انحراف و قبح و عذاب، إلّا أنّ الآية تقصد ذلك الجانب المحدّد من السيئة و الحسنة، الذي يختص بأساليب الدعوة.

لكن بعض المفسّرين فسّر الحسنة بمعنى الإسلام و التوحيد، و السيئة بمعنى الشرك و الكفر.

و قال البعض: (الحسنة) هي الأعمال الصالحة. و (السيئة) الأعمال القبيحة.

و هناك من قال: إنّ (الحسنة) هي الصفات الإنسانية النبيلة، كالصبر و الحلم‌


[1]- تكرار «لا» في «و لا السيئة» هو لتأكيد النفي.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 405
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست