responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 347

و في يوم سأل أبو جهل الوليد بن المغيرة قائلا له:

يا أبا عبد شمس، ما هذا الذي يقول محمّد؟ أسحر أم كهان أم خطب؟

فقال: دعوني أسمع كلامه، فدنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم و هو جالس في الحجر، فقال: يا محمّد أنشدني من شعرك.

قال صلّى اللّه عليه و اله و سلّم: ما هو بشعر، و لكنّه كلام اللّه الذي به بعث أنبياءه و رسله.

فقال: اتل عليّ منه.

فقرأ عليه رسول اللّه‌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌ فلمّا سمع (الوليد) الرحمن استهزأ فقال: تدعو إلى رجل باليمامة يسمّى الرحمن، قال: لا، و لكني أدعو إلى اللّه و هو الرحمن الرحيم.

ثم افتتح سورة «حم السجدة»، فلمّا بلغ إلى قوله تعالى: فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَ ثَمُودَ فلمّا سمعه اقشعر جلده، و قامت كلّ شعرة في رأسه و لحيته، ثمّ قام و مضى إلى بيته و لم يرجع إلى قريش.

فقالت قريش: يا أبا الحكم، صبأ أبو عبد شمس إلى دين محمّد، أما تراه لم يرجع إلينا؟ و قد قيل قوله و مضى إلى منزله، فاغتمت قريش من ذلك غما شديدا.

و غدا عليه أبو جهل فقال: يا عم، نكست برؤوسنا و فضحتنا.

قال: و ما ذلك يا ابن أخ؟

قال: صبوت إلى دين محمّد.

قال: ما صبوت، و إني على دين قومي و آبائي، و لكني سمعت كلاما صعبا تقشعر منه الجلود.

قال أبو جهل: أشعر هو؟

قال: ما هو بشعر.

قال: فخطب هي؟

قال: إن الخطب كلام متصل، و هذا كلام منثور، و لا يشبه بعضه بعضا، له‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 347
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست