تذكر الرّوايات أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم كان لا يكف عن
عيب آلهة المشركين، و يقرأ عليهم القرآن فيقولون: هذا شعر محمّد. و يقول بعضهم: بل
هو كهانة. و يقول بعضهم: بل هو خطب.
و كان الوليد بن المغيرة شيخا كبيرا، و كان من حكّام، العرب يتحاكمون إليه في
الأمور، و ينشدونه لأشعاره فما اختاره من الشعر كان مختارا، و كان له بنون لا
يبرحون من مكّة، و كان له عبيد عشرة عند كلّ عبد ألف دينار يتجر بها، و ملك
القنطار في ذلك الزمان (القنطار: جلد ثور مملوء ذهبا) و كان من المستهزئين برسول
اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم.