responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 338

المغرورون بالعلم!

في الآيات المختلفة لهذه السورة المباركة- كما أوضحنا ذلك- يتبيّن أنّ أساس انحراف قسم كبير من الناس هو التكبر و الغرور.

قد يكون امتلاك المال من أسباب العلو و التكبر، أو كثرة الأفراد و امتلاك القدرات العسكرية. أو كمية محدودة من المعلومات في فرع من فروع المعرفة، يظن الإنسان أنّها كبيرة و كثيرة، فتدفعه إلى العلو و الاستغناء السخرية.

إنّ حالة عصرنا الراهن تعكس نموذج «الغرور العلمي» بشكل جلّي واضح، ففي ظل التقدم السريع الذي أحرزته المجتمعات المادية في المجالات العلمية و التقنية، نراها عمدت إلى إلغاء دور الدين من الحياة، و قد سيطر الغرور العلمي على بعض علماء الطبيعة الى درجة أنّهم تصوروا أن لا يوجد في هذا العالم شي‌ء خارج اطار علومهم و معارفهم، و بما أنّهم لم يروا اللّه في مختبراتهم أنكروا وجوده و جحدوا نعمته.

لقد ذهب بهم الغرور إلى أكثر من ذلك عند ما أصبحوا يجهرون أن الدين و وحي الأنبياء إنّما كانا بسبب الجهل أو الخوف، أما و قد حلّ عصر التقدم العلمي فإنّ الحاجة إلى مثل هذه المسائل انعدمت تماما، بل و عمدوا إلى فرض تفسير معين لتطوّر الحياة يماشي ادعاءهم هذا، فقالوا: إنّ الحياة الفكرية للبشر مرّت عبر المراحل الآتية:

1- مرحلة الأساطير.

2- مرحلة الدين.

3- مرحلة الفلسفة.

4- مرحلة العلم، و المقصود بها العلوم الطبيعية.

بالطبع، نحن لا ننكر أنّ السلطة الديكتاتورية للكنيسة على عقول الناس في أوروبا، و شيوع الخرافات و أنواع التفكير الأسطوري لقرون مديدة في تأريخ تلك‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست