responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 287

مهمّة للرسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم و هي في واقعها تعليمات عامة للجميع، بالرغم من أنّ المخاطب بها هو شخص الرّسول الكريم صلّى اللّه عليه و اله و سلّم.

يقول تعالى: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌ‌.

عليك أن تصبر على عناد القوم و لجاجة الأعداء.

عليك أن تصبر حيال جهل بعض الأصدقاء و المعارف، و تتحمل أحيانا أذاهم و تخاذلهم.

و عليك أيضا أن تصبر إزاء العواطف النفسية.

إنّ سر انتصارك في جميع الأمور يقوم على أساس الصبر و الاستقامة.

ثم اعلم أنّ وعد اللّه بنصرك و أمتك لا يمكن التخلف عنه، و إيمانك- و إيمانهم- بحقانية الوعد الإلهي يجعلك مطمئنا و مستقيما في عملك، فتهون الصعاب عليك و على المؤمنين.

لقد أمر اللّه تعالى رسوله مرّات عديدة بالصبر، و الأمر بالصبر جاء مطلقا في بعض الموارد، كما في الآية التي بصددها، و جاء مقيدا في موارد اخرى و يختص بأمر معين، كما في الآيتين (39- 40) من سورة «ق»: فَاصْبِرْ عَلى‌ ما يَقُولُونَ‌.

و كذلك يخاطبه تعالى فى الآية (28) من سورة الكهف بقوله تعالى: وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً.

إنّ جميع انتصارات الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم و المسلمين الأوائل إنّما تمّت بفضل الصبر و الاستقامة و اليوم لا بدّ أن نسير على خطى رسول اللّه، و نصبر كما صبر الرّسول و أصحابه إذ لولاه لما حالفنا النصر مقابل أعدائنا الألداء.

الفقرة الأخرى من التعليمات الربانية تقول: وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ‌.

واضح أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم معصوم لم يرتكب ذنبا و لا معصية، لكنّا قد أشرنا

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 287
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست