responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 278

لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ [1].

المراد من «الضعفاء» هنا هم أولئك الذين يفتقدون العلم الكافي و الاستقلال الفكري، إذ كان هؤلاء يتبعون زعماء الكفر الذي يطلق عليهم القرآن اسم المستكبرين، و كانت التبعية مجرّد انقياد أعمى بلا تفكير أو وعي.

و لكن هؤلاء الأتباع يعلمون أنّ العذاب سيشمل زعماءهم و لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، فلما ذا إذن يستغيثون بهم و يلجأون إليهم كي يتحملوا عنهم قسطا من العذاب.

ذهب البعض إلى أنّ ذلك يحصل تبعا لعادتهم في الانقياد إلى زعمائهم في هذه الدنيا، لذلك تكون استغاثتهم بهم في الآخرة كنوع من الانقياد اللّاإرادي وراء قادتهم.

و لكن الأفضل أن نقول: إن الإستغاثة هناك هي نوع من السخرية و الاستهزاء و اللوم، يوم يثبت أنّ كلّ ادعاءات المستكبرين مجرّد تقولات زائفة عارية عن المضمون و الحقيقة [2].

(و في الحقيقة فان الإمام أمير المؤمنين- يحذر بهذا الكلام أولئك الذين سمعوا وصايا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم في يوم الغدير- أو أنّها وصلتهم بطريق صحيح- ثمّ اعتذروا بأنّهم نسوها ليتبعوا أناسا آخرين).

إنّ المستكبرين لم يسكتوا على هذا الكلام و ذكورا جوابا يدل على ضعفهم الكامل و ذلتهم في ذلك الموقف المهول، إذ يحكي القرآن على لسان قولهم: قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ.

يريدون أن يقولوا: لو كان بمستطاعنا حل مشاكلكم فالأحرى بنا و الأجدر


[1]- يتصور البعض أنّ الضمير في «يتحاجون» يعود إلى آل فرعون، إلّا أنّ القرائن تفيد أنّ الآية تنطوي على مفهوم عام يشمل جميع الكفّار.

[2]- «تبعا» جمع تابع، و البعض يحتمل أن تكون مصدرا، خصوصا و أنّ إطلاق المصدر على الأشخاص الموصوفين بصفة معينة أمر متعارف. و المعنى في هذه الحال هو: إنّنا كنا لكم عين التبعية.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 278
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست