responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 279

أن نحل مشاكلنا و ما حلّ بنا، و لكنا لا نستطيع أن نمنع العذاب عن أنفسنا و لا عنكم، و لا أن نحتمل عنكم جزاء من العقاب! و الملاحظ هنا أنّ الآية (21) من سورة «إبراهيم» تتضمن نفس هذا الاقتراح من قبل الضعفاء إزاء المستكبرين، الذين قالوا جوابا على هذا: لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَ جَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ‌.

و المقصود بالهداية هنا هي الهداية الى طريق الخلاص من العذاب.

و هكذا يظهر أنّ هذين الجوابين لا يتعارضان فيما بينهما، بل يكمل أحدهما الآخر.

و عند ما تغلق في وجههم السبل، سبل النجاة و الخلاص، يتوجه الجميع إلى خزنة النّار: وَ قالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ‌ [1].

إنهم يعلمون أنّ العذاب الإلهي لا يرتفع، لذلك يطلبون أن يتوقف عنهم و لو ليوم واحد كي يرتاحوا قليلا ... إنّهم قانعون بهذا المقدار! لكن إجابة الخزنة تأتي منطقية واضحة: قالُوا أَ وَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ‌؟

و في الجواب قالوا: قالُوا بَلى‌.

فيستطرد الخزنة: قالُوا فَادْعُوا وَ ما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ‌.

إنّكم بأنفسكم اعترفتم بأنّ الأنبياء و الرسل جاءوا بالدلائل الواضحة، و لكنّكم كفرتم بما جاءكم و كذبتم الأنبياء. لذلك لا ينفعكم الدعاء، لأنّ اللّه لا يستجيب لدعاء الكافرين.

بعض المفسّرين يرى في تفسير الجملة الاخيرة أنّ المراد هو أنّنا لا نستطيع الدعاء لكم بدون اذن من اللّه تعالى، فادعوا أنتم بذلك، و ذلك اشارة الى انغلاق‌


[1]- «خزنة» جمع خازن، و تعني الحارس.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست