و هذا الأمر لا يتعارض مع دوام نعم الجنّة و استمرارها، كما جاء في الآية (35)
من سورة (الرعد) حيث قوله تعالى: أُكُلُها
دائِمٌ وَ ظِلُّها حيث يمكن أن تشمل الألطاف الإلهية أهل الجنّة
في خصوص هذين الوقتين، بينما تكون نعم الجنّة دائمة باقية.
بحوث
أوّلا: مؤمن آل فرعون و الدرس العظيم في مواجهة الطواغيت
إنّ القليل من الناس يؤمنون بالأديان الإلهية و المذاهب السماوية في بداية
الأمر و يقومون بتحدي الجبابرة و الطواغيت، و إذا توجست هذا القلّة المخلصة خوفا
من أعدائها، أو أنّها شكت بأنّ كثرة دليل على حقانيتهم، فلن يكون بمقدور الأديان
الإلهية أن تمتد و تنتشر في الدنيا.
إنّ الأساس الذي يتحكم في منطلق هذه البرامج الهادية و الأطروحات الوضّاءة، هو
قول أمير المؤمنين علي عليه السّلام:
«أيّها الناس، لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله» [2].
لقد كان مؤمن آل فرعون نموذجا لهذه المدرسة، و كان من الأوائل في هذا الطريق،
و أثبت أنّ الإنسان المؤمن يستطيع بعزمه و إرادته القوية- النابعة من إيمانه
باللّه تعالى- التأثير حتى في إرادة الفراعنة الجبابرة؛ بل و أن يوفّر سبل النجاة
لنبي كبير من أنبياء أولي العزم.
إنّ تأريخ حياة هذا الرجل الشجاع الذكي، يثبت ضرورة أن تكون خطوات