responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 258

كذبه، أمّا لو كان صادقا فيشملنا العذاب، إذا عليكم أن لا تتركوا العمل بالاحتياط).

المقطع الثّاني: و فيه وجّه مؤمن آل فرعون الدعوة إلى التأمّل بما حلّ بالأقوام السابقة و ما نال الأمم الداثرة من المصير و الجزاء، كي يأخذوا العبرة من ذلك المصير! المقطع الثّالث: كأمن في الآيات القرآنية التي بين أيدينا، إذ تذكر هم الآيات- من خلال خطاب مؤمن آل فرعون- بجزء من تأريخهم، هذا التأريخ الذي لا يبعد كثيرا عنهم، و لم تمحى بعد أواصر الارتباط الذهني و التأريخي فيما بينهم و بينه، و هذا الجزء يتمثل في نبوة يوسف عليه السّلام، الذي يعتبر أحد أجداد موسى، حيث يبدأ قصة التذكير معهم بقوله تعالى: وَ لَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ‌ [1] و بالدلائل الواضحة لهدايتكم و لكنكم: فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ‌.

و شككم هنا ليس بسبب صعوبة دعوته أو عدم اشتمالها على الأدلة و العلائم الكافية، بل بسبب غروركم حيث أظهرتم الشك و التردد فيها.

و لأجل أن تتنصلوا من المسؤولية، و تعطوا لأنفسكم الذرائع و المبررات، قلتم: حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا.

بناء على ذلك كلّه لم تشملكم الهداية الإلهية بسبب أعمالكم و مواقفكم:

كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ‌.

لقد سلكتم سبيل الإسراف و التعدي على حدود اللّه تعالى كما قمتم بالتشكيك في كلّ شي‌ء، حتى غدا ذلك كلّه سببا لحرمانكم من اللطف الإلهي في الهداية، فسدرتم في وادي الضلال و الغي، كي تنتظركم عاقبة هذا الطريق الغاوي.

و اليوم- و السياق ما زال يحكي خطاب مؤمن آل فرعون لهم- اتبعتم نفس‌


[1]- تعتبر هذه الآية هي الوحيدة في القرآن الكريم التي تشير صراحة إلى نبوة يوسف عليه السّلام، و إن كنّا لا نعدم إشارات متفرقة لهذه النبوّة في سياق آيات قرآنية اخرى.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست