كان الشعب المصري آنذاك يمتاز نسبيا بمواصفات التمدّن و الثقافة، و قد اطّلع
على أقوال المؤرخين بشأن الأقوام السابقة، أمثال قوم نوح و عاد و ثمود الذين لم
تكن أرضهم تبعد عنهم كثيرا، و كانوا على علم بما آل إليه مصيرهم.
لذلك كلّه فكّر مؤمن آل فرعون بتوجيه أنظار هؤلاء إلى أحداث التأريخ و أخذ
يحذرهم من تكرار العواقب الأليمة التي نزلت بغيرهم، عساهم أن يتيقظوا و يتجنّبوا
قتل موسى عليه السّلام يقول القرآن الكريم حكاية على لسانه: وَ قالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ
مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ.