إنّ أسلوب القرآن الكريم في كثير من الآيات أنّه بعد أن يتعرض لكليات القضايا
الحساسة و المهمّة يمزجها ببعض المسائل الجزئية و المحسوسة و يأخذ بيد الإنسان
ليريه الحوادث الماضية و الحالية. لذلك فإنّ الآيات التي بين أيدينا تتحدث عن
أحوال الأمم الظالمة السابقة و منهم فرعون و الفراعنة و ما حلّ بهم من جزاء أليم،
و تدعوا الناس للاعتبار بمصير أولئك، بعد ما كانت الآيات السابقة قد حدّثتنا عن
يوم القيامة و صفاته و طبيعة الحساب الدقيق الذي ينطوي عليه.