responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 230

يحيط بالذباب بالحلويات- طمعا في مقامه و قدرته و جاهه و ماله. إنّ هؤلاء في هذا اليوم مشغولون بأنفسهم لا ينفعون أحدا ... و هو يوم لا تنفع فيه لا صداقة و لا خلّة.

الصفة الخامسة تقول عنها الآية: وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُ‌.

ذلك أنّ شفاعة الشفعاء الحقيقيين كالأنبياء و الأولياء إنّما تكون بإذن اللّه تعالى، و على هذا الأساس لا مجال لتلك التصورات السقيمة لعبدة الأصنام، الذين كانوا يعتقدون في الحياة الدنيا أنّ أصنامهم ستشفع لهم في حضرة اللّه جلّ و علا.

و في المرحلة السادسة تذكر الآية أحد صفات الخالق جلّ و علا، و التي تعتبر في نفس الوقت وصفا لكيفية القيامة، حيث تقول: يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ [1].

إنّ اللّه تبارك و تعالى يعلم الحركات السرية للعيون و ما تخفيه الصدور من أسرار، و سيقوم تعالى بالحكم و القضاء العادل عليها، و هو بعلمه سيجعل صباخ الظالمين المذنبين مظلما.

و عند ما سئل الإمام الصادق عليه السّلام عن معنى الآية فأجاب:

«ألم تر إلى الرجل ينظر إلى الشي‌ء و كأنّه لا ينظر إليه، فذلك خائنة الأعين» [2].

أي يوهم أنّه لا ينظر إليه.

قد يتأول البعض بنظره إلى أعراض الناس و إلى ما يحرم النظر إليه، و قد يستطيع الفاعل أن يخفي فعلته عن الآخرين، لكن ذلك لا يخفى عن علم اللّه المحيط بكل ذرات الوجود إذ: لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ‌


[1]- هناك احتمالان من حيث التركيب النحوي لجملة «يعلم خائنة الأعين»: الأول: أن (خائنة) لها معنى مصدري و تعني الخيانة (مثل كاذبة و لاغية بمعنى كذب و لغو). و يحتمل أن تكون (اسم فاعل) من باب تقديم الصفة، أي أنها تعني في الأصل (الأعين الخائنة).

[2]- تفسير الصافي أثناء الحديث عن الآية.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست