responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 220

فكل عالم الوجود تحت حكومته و في قبضته، و لا منازع له في حكومته، و هذا بحد ذاته ذليل على أنّ تحديد درجات العباد حسب أفضليتهم إنّما يتمّ بقدرته تعالى.

و بما إنّنا تحدثنا بالتفصيل عن «العرش» فلا حاجة هنا للتكرار.

و في وصف ثالث تضيف الآية أنّه هو تعالى الذي: يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى‌ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ‌ و هذه الروح هي نفس القرآن و مقام النبوّة و الوحي، حيث تحيي هذه الأمور القلوب، و تكون في الإنسان كالروح بالنسبة لجسد الإنسان.

إنّ قدرته من جانب، و درجاته الرفيعة من جانب آخر، تقتضي أن يعلن عزّ و جلّ عن برنامجه و تكاليفه عن طريق الوحي، و هل ثمّة تعبير أجمل من الروح، هذه الروح التي هي سرّ الحياة و الحركة و النشاط و التقدم.

لقد ذكر المفسّرون احتمالات متعدّدة لمعنى الروح، لكن من خلال القرائن الموجودة في الآية، و ممّا تفيده الآية (2) من سورة «النحل» التي تقول: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى‌ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ‌ و كذلك ممّا تفيده آية (52) من سورة «الشورى» التي تخاطب الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم و توضح له نزول القرآن و الإيمان و الروح بقوله تعالى: وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ‌ من كلّ ذلك يتبيّن أنّ المقصود بالروح في الآية التي نحن بصددها، هو الوحي و القرآن و التكليف الإلهي.

تفيد عبارة (من أمره) أنّ ملك الوحي المكلّف بإبلاغ هذه الروح، إنّما يتحدث و يتكلّم بأمر اللّه لا من عند نفسه.

أمّا قوله تعالى: عَلى‌ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ‌ فلا تعني أنّ هبة الوحي تعطى لأي كان، لأن مشيئته تعالى هي عين حكمته، و كل من يجده مؤهلا لهذا المنصب يخصه بهذا الأمر، كما نقرأ في الآية (124) من سورة الأنعام حيث قوله تعالى: اللَّهُ أَعْلَمُ‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست