responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 187

الأقوام، و الآية بهذا المعنى لا تختص بكفار مكّة، كما يتصور بعض المفسّرين.

إنّ حتمية العقاب الإلهي لهؤلاء القوم يعود إلى ذنوبهم المستمرة، و الأعمال التي يقومون بها بمل‌ء إرادتهم خلافا لرسالة اللّه ... و لكن العجيب أنّ بعض المفسّرين- كالفخر الرازي- يتصور أنّ هذه الآية هي من أدلة عقيدة الجبر و المصير الجبري الإلزامي للأقوام المختلفة، و دليل سلب الإرادة عنهم، في حين أنّنا لو دققنا في نفس الآية مع ترك التعصّب المذهبي جانبا، فسيتوضح لنا أنّ هذا المصير الإلهي الذي ينتظرهم هو بسبب سلوكهم لطريق الانحراف المظلم، و بسبب إصرارهم على السير، بهذا الطريق بأرجلهم و بكامل حريتهم و مل‌ء إرادتهم.

بحثان‌

أوّلا: استعراض الكفار لقواهم الظاهرية

يواجهنا في الآيات القرآنية و في أماكن متعدّدة مؤدّى يفيد أنّ المؤمنين المحرومين ينبغي لهم أن لا يتصوروا أنّ الإمكانات الكبيرة و القوى الظاهرة الواقعة في حوزة الظالمين و الكفار، هي دليل على سعادتهم، أو شرط لانتصارهم في نهاية المطاف.

- و من أجل القضاء على هذا التصور المنحرف الخاطئ الذي يلازم في العادة الضعفاء ذوي الأفكار المحدودة و الأفق الإيماني الضيق، و من الذين يرون في إمكانات الخصم دليلا معنويا على حقانيته، فالقرآن يعالج هذه الظاهرة من خلال تفحص و استعراض تأريخ الأقوام السابقة، و يشير في استعراضه لهم إلى نماذج واضحة و معروفة منهم كالفراعنة في مصر، و النماردة في بابل، و أقوام نوح و عاد و ثمود في العراق و الحجاز و الشام، حتى لا يشعر المؤمنون المستضعفون بالضعف و الهوان، و لكي ييأسوا من جدوى المواجهة في حرب هي سجال بين‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست