أجل إنّ من له هذه الصفات هو المستحق للعبادة و هو الذي يملك الجزاء في العقاب
و الثواب.
ملاحظات
تنطوي الآيات الثلاث الآنفة الذكر على مجموعة من الملاحظات، نقف عليها من خلال
النقاط الآتية:
أولا: في الآيات أعلاه (آية 2 و 3) بعد ذكر اللّه و قبل ذكر المعاد إِلَيْهِ الْمَصِيرُ اشتملت الآيتان على ذكر سبع صفات للذات الإلهية، بعضها من «صفات الذات» و
البعض الآخر منها من «صفات الفعل» التي انطوت على إشارات للتوحيد و القدرة و
الرحمة و الغضب، ثمّ ذكرت «عزيز» و «عليم» و جعلتهما بمثابة القاعدة التي نزل
الكتاب الإلهي (القرآن) على أساسهما.
أمّا صفات «غافر الذنب» و «قابل التوب» و «شديد العقاب» و «ذي الطول» فهي
بمثابة المقدمات اللازمة لتربية النفوس و تطويعها لعبادة الواحدة الأحد.
ثانيا: ابتدأت الصفات الآنفة الذكر بصفة «غافر الذنب» أوّلا و «ذي الطول»
أخيرا، أي صاحب النعمة و الفضل كصفة أخيرة. و في موقع وسط جاءت صفة «شديد العقاب»
و هكذا ذكرت الآية الغضب الإلهي بين رحمتين. ثمّ إنّنا نلاحظ أنّ
[1]- «طول» على وزن «قول» بمعنى
النعمة و الفضل، و بمعنى القدرة و القوة و المكنة و ما يشبه ذلك. بعض المفسّرين
يقول: إنّ «ذي الطول» هو الذي يبذل النعم الطويلة و الجزيلة للآخرين، و لذلك فإن
معناها أخص من معنى «المنعم» كما يقول صاحب مجمع البيان.