و في حديث آخر تمّ تعريف العلماء غير العالمين بأنّهم مصداق واضح للمتحسرين، و
حيث
ورد في كتاب (المحاسن) حديث للإمام الباقر عليه السّلام، جاء فيه: «إن أشد الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا بالعدل ثمّ
خالفوه، و هو قول اللّه عزّ و جلّ أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب اللّه» [1].
2- على أعتاب الموت أو القيامة؟
أنّ تلك الأقوال الثلاثة قالها
المجرمون عند ما شاهدوا العذاب الإلهي في الدنيا و هو عذاب الاستئصال و الهلاك في
نهاية أعمارهم؟ أم عن زمان دخولهم ساحة القيامة؟
المعنى الثّاني أنسب، لأنّ الآيات السابقة تتحدث عن عذاب الاستئصال و الآية
التالية تتحدث عن يوم القيامة، و الشاهد على هذا القول هو الآية (31) من سورة
الأنعام التي تقول: قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا
حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها.
و الروايات المذكورة أعلاه خير شاهد على هذا المعنى.