responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 128

المتكلم)، و التحسر معناه الحزن ممّا فات وقته لانحساره ممّا لا يمكن استدراكه.

و يرى الراغب في مفرداته (يا حسرتا) من مادة (حسر) على وزن (حبس) و تعني التعري و التجرد من الملابس، و بما أن الندم و الحزن على ما مضى بمنزلة زوال حجب الجهل، فلا اطلاق على هذه الموارد.

نعم، فعند ما يرد الإنسان إلى ساحة المحشر، و يرى بأمّ عينيه نتائج إفراطه و إسرافه و مخالفته و اتخاذه الأمور الجدية هزوا و لعبا، يصرخ فجأة (وا حسرتاه) إذ يمتلئ قلبه في تلك اللحظات بغمّ كبير مصحوب بندم عميق، و هذه الحالة النفسية التي وردت في الآيات المذكورة.

أما فيما يخصّ معنى‌ جَنْبِ اللَّهِ‌ هنا؟ فإنّ المفسّرين ذكروا تفاسير و معاني كثيرة لها. و كلمة (جنب) تعني في اللغة «الخاصرة»، كما تطلق على كلّ شي‌ء يستقر إلى جانب شي‌ء آخر، مثلما أن اليمين و اليسار يعنيان الطرف الأيمن و الأيسر للجسم، ثمّ يقال لكل شي‌ء في يسار أو يمين الجسم، و هنا جَنْبِ اللَّهِ‌ تعني أن الأمور ترجع إلى جانب اللّه، فأوامره و إطاعته و التقرب إليه، و الكتب السماوية كلها نزلت من جانبه، و كلها مجموعة في هذا المعنى.

و بهذا الترتيب فإنّ المذنبين يكشفون في ذلك اليوم عن ندامتهم و حسرتهم و أسفهم على تقصيرهم و تفريطهم تجاه اللّه سبحانه و تعالى، خاصة فيما يتعلق بسخريتهم و استهزائهم بآيات اللّه و رسله، لأنّ السبب الرئيسي لتفريطهم هو العبث و السخرية من هذه الحقائق الكبيرة بدافع الجهل و الغرور و التعصب.

ثمّ تضيف الآية أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ‌.

يبدو أنّ هذا الكلام يقوله الكافر عند ما يوقف أمام ميزان الحساب، حيث يرى البعض يقادون إلى الجنّة و هم محملون بأعمالهم الحسنة، و هنا يتمنى الكافر لو أنّه كان أحد هؤلاء المتوجهين إلى جنّة الخلد.

و تضيف الآية مرّة اخرى‌ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست