responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 522

كما نقل عن ابن عباس قوله: إنَّ العلاقة بين الذنب وقطع الرزق أوضح من الشمس، كما بيّنها اللَّه عزَّ وجلَّ في سورة ن والقلم‌ [1].

النتيجة: العلاقة بين الذنب وانقطاع الرزق واضحة، وعلى الانسان ترك العصيان حتى لو كان طالباً للدنيا فقط.

4- العناد أو الإنابة؟

عندما يشاهد الانسان نتيجة أعماله في الدنيا يختار أحد الطريقين، إمَّا اللجاجة والعناد وإمَّا الإنابة والرجوع. البعض يتلقى‌ البلاء لطفاً من اللَّه يوقظه به من سبات الغفلة ويمنعه دون تكرار الأخطاء، فيتوب ويخجل، ولاشك أن اللَّه سيتغمدّه بألطافه.

وبعض آخر في سبات عميق، لا شي‌ء يوقظه منه إلَّاالموت، فلا توقظه هذه الحوادث من نومه فيستمر في المضي في درب الخطأ، بل تزيد الحوادث من سرعة مشيه في هذا الطريق، أي طريق المعصية والذنوب عناداً ولجاجة، وهو في الحقيقة في عنادٍ مع سعادته، وكلَّما تقدَّم كلما نقص احتمال نجاته، وكلما ابتعد عن رحمة اللَّه.

العناد ناشئ عن الرذائل الأخلاقية، ومصدرها الأساسي هو الجهل، الذي خلَّف للانسان على طول التاريخ آثاراً مشؤومة وغير مباركة كثيرة [2].

وفقاً لما جاء في بعض الروايات فإنَّ أصحاب الجنة اختاروا الطريق الاول فتابوا وأنابوا إلى اللَّه فشملتهم الألطاف الالهية.

أمَّا أفراد من قبيل أبي لهب وأبي سفيان ومعاوية فاختاروا درب العناد فأصبحوا لعنة على ألسن المؤمنين إلى يوم القيامة.


[1] الميزان 20: 37 (نقلًا عن الأمثل 18: 499).

[2] راجع البحوث ذات الصلة بالعناد واللجاجة في الأخلاق في القرآن 2: 211 فما بعدها.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 522
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست