responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 521

والمريض والمرأة ومن لا يقدر أن يجي‌ء فيأكل منها لكلِّ إنسان منهم مدّاً ...» [1].

2- الهدف من البلاء والعذاب‌

البلاء والعذاب والمرض والمشاكل الاجتماعية والفردية والغلاء والتضخّم وما شابه، كل ذلك ليس عقوبة دائماً، بل قد يكون بمثابة الصدمة التي يوردها الطبيب على المريض لكي يشعره ويحسّسه. واللَّه قد يستهدف من العذاب تربية الانسان وإيقاضه من غفلته.

العذاب الذي نزل على أصحاب الجنَّة كان من هذا القبيل، بناءً على رأي اولئك الذين يرون أنَّ توبتهم قد قبلت، بعد ما أعربوا عن ندمهم، لينتهجوا بعدها نهج أبيهم في الانفاق على الفقراء والمساكين، ممَّا وفَّر الأرضية لأن يرزقهم اللَّه الجنة مرَّة اخرى‌.

3- العلاقة بين الذنب وانقطاع الرزق‌

للعصيان والذنوب والتخلّف عن القوانين الالهية عواقب سيئة لا في الآخرة فقط بل في الدنيا كذلك، فآثار العصيان مشهودة في الدنيا، كما هي ثابتة في الآخرة.

البحث في الآثار الدنيوية للذنوب بحث جميل ويكشف عن وجود بعدين للدين لا بعد واحد، وقد انعكس هذا البحث في آيات وروايات كثيرة.

الآيات التي هي موضع بحثنا تشير إلى هذا المطلب، والبخل والأسوء منه منع الخير لا أنه لا يوجب زيادة ثروة الانسان وأمواله فحسب بل يكون بمثابة الحريق الذي يحرق الزرع ويترك الانسان يعيش البؤس والتعاسة.

الرواية التالي ذكرها واحدة من كثير من الروايات الواردة في هذا المجال، يقول الامام الباقر عليه السلام:

«إنَّ الرجل ليذنب الذنب فيدرأُ عنه الرزق» وتلا هذه الآية: «إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصبحِينَ ...» [2].


[1] وسائل الشيعة 6: 140- 141، أبواب زكاة الغلات، الباب 18، الحديث 2.

[2] تفسير نور الثقلين 5: 395، الحديث 44. (نقلًا عن الأمثل 18: 499).

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 521
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست