نعم، العلقة لا تؤثر ولو كانت قوية بدرجة النبوّة، فهي غير مفيدة ما دام
الانسان غير صالح، ولهذا كانت عاقبة ابن نوح، كباقي الكفار، الغرق.
في قصة الامام السجاد عليه السلام مع طاوس الفقيه عبرة، نقرأها هنا:
يقول طاووس الفقيه: رأيته يطوف من العشاء إلى السحر ويتعبّد، فلمَّا لم يرَ
أحداً رمق السماء بطرفه وقال: «إلهي غارت نجوم سماواتك، وهجعت عيون أنامك، وأبوابك
مفتّحات للسائلين، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدّي محمّد صلى الله عليه و
آله في عرصات القيامة»، ثم بكى وقال: «وعزّتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك،
وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاك، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرّض، ولكن سوّلت
لي نفسي وأعانني على ذلك سترك المرخى به عليَّ ...»
ثم بكى وقال: «سبحانك تُعصى كأنَّك لا ترى، وتحلم كأنَّك لم تعصَ، تتودَّد
إلى خلقك بحسن الصنيع كأنَّ بك الحاجة إليهم، وأنت يا سيدي الغني عنهم» ثم خرَّ
إلى الأرض ساجداً.
قال: فدنوت منه وشلت برأسه ووضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خدّه،
فاستوى جالساً وقال: «من الذي أشغلني عن ذكر ربّي»؟
فقلت: أنا طاووس يا ابن رسول اللَّه، ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن
نفعل مثل هذا،