بما أنَّ المنافقين أخطر أعداء الاسلام كان من المفروض التعريف بهم والكشف عن
واقعهم، من هنا وردت أوصافهم في آيات مختلفة، منها الآية المزبورة، التي أشارت إلى
ثلاثٍ من خصائصهم، التي تكشف عن واقعهم وزيف ظاهرهم للجميع.
أوصاف المنافقين
من الضروري التعرّف على أوصاف المنافقين ذوي الوجهين، لغرض مواجهتهم، ومن هذا
المنطلق بتّ اللَّه بالتشهير بهم وتعريفهم في كثير من الآيات. وفي سورة المنافقون
أشار إلى عشرة من أوصافهم [1]، ثلاثة منها في آية المثل.
[1] الأوصاف هي: 1- الكذب الصريح
«واللَّه يشهد انَّ المنافقين لكاذبون». 2- اليمين الكاذب لتضليل الناس «اتّخذوا
أيمانهم جنَّة». 3- عدم إدراك الواقعيات بسبب تركهم دين الحق «لا يفقهون». 4- ذوي
ظاهر حسن ولسان ذلق ومتملّق رغم الفراغ الباطني «وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم». 5-
عدم الخضوع للحق والصلابة الظاهرية «كأنَّهم خشب مسنّدة». 6- سوء الظن والخوف من
كل شيء باعتبار خيانتهم «يحسبون كل صيحة عليهم». 7- الاستهزاء بالحق «لووا
رؤوسهم». 8- الفسق وارتكابهم الذنب «إنَّ اللَّه لا يهدي القوم الفاسقين». 9-
يعتبرون أنفسهم أغنياء ومالكين، والناس بحاجة إليهم «هم الذين يقولون لا تنفقوا
على من عند رسول اللَّه حتى ينفضوا». 10- يعتبرون أنفسهم أعزَّة والآخرين أذلّة
«ليخرجنَّ الأعز منها الأذل». انظر الأمثل 18: 334- 335.