responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 406

ألف عبد من كد يده‌ [1]. كما أن الامام الحسن عليه السلام حرَّر إحدى‌ جواريه بداعي أنَّها أهدت له زهرة [2].

المرحلة الثانية: الحدّ من مصادر التعبيد، فالإسلام منع ترقيق الانسان بسبب ديونه أو سرقته، كما منع بيع الأحرار على من غصبهم، كما نهى‌ بشدّة عن بيع الأولاد من قبل والديهم بسبب الفقر.

المرحلة الثالثة: اتخاذ الإجراءات العملية لتحرير العبيد، فقد نفّذ الاسلام إجراءات عملية كثيرة في هذا المجال، من قبيل فتح مجال لهذا الأمر في باب الزكاة، وجعل كفارة بعض الذنوب تحرير رقبة، كما منع بيع الجارية ذات الولد من مولاها، لكي تتحرَّر من إرث ابنها بعد وفاة مولاها، كما سمح للعبيد الاستئذان من المولى‌ للعمل ولتهيئة المبلغ الكفيل لشراء النفس وتحريرها من مولاها.

سؤال: لماذا لم يحرِّر الاسلام العبيد دفعة واحدة، ولم يعلن حريتهم في وقت واحد؟

الجواب: لم يكن ذلك لصالح العبيد؛ لأنهم كانوا قد قدموا الحجاز من بلاد بعيدة، ولم يكن لهم في الحجاز أحد، كما لم يكن لهم ثروة، ولو تركوا أحراراً آنذاك لانسابوا في الشوارع والأزقة، ولشكّلوا كارثة، ولمات بعضهم من الجوع، أمَّا لو تحرّروا بنحو تدريجي لاستقطبهم المجتمع دون مشكلة.

الثالث: غيَّر الاسلام مفهوم العبودية، ونهى‌ عن قتل العبيد وتعذيبهم وإيذاءهم، واعتبرهم كباقي الناس، ومنحهم نفس الشخصية التي يتمتّع بها باقي البشر، ولهذا كان الامام علي عليه السلام يشتري ثوبين ويعطي واحداً منهما لقنبر غَلامه، وفي رواية أنه اشترى‌ ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم والآخر بدرهمين وطلب من قنبر أن يأخذ الذي بثلاثة دراهم‌ [3].


[1] وسائل الشيعة ج 16، أبواب العتق، الباب 1، الحديث 6.

[2] مسند الامام المجتبى‌ عليه السلام: 702.

[3] بحار الأنوار 40: 324.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 406
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست