responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 389

يُلام لو دخله وقد كان له رأس مال ولم ينتفع منه. والانسان الذي سجدت له الملائكة ونفخ اللَّه فيه من روحه وأصبح أفضل المخلوقات إذا سقط كان أضل من الحيوانات دون شك.

الثاني: الحيوانات تقدِّم خدمات كثيرة للانسان، فبعضها تمنح الانسان لبناً يعبّر عنه القرآن تعبيراً جميلًا في الآية 66 من سورة النحل، حيث جاء هناك: «نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنَ فَرْثٍ ودَمٍ لَبَناً خالِصاً سَائغاً للشاربين»، وكثير من المنتجات الاخرى مثل اللحم والعظم والصوف والجلد بل حتى الدم فان الانسان وكذا باقي الحيوانات تفيد منه، هذا كله مضافاً إلى الإفادة منها كوسائل للنقل والحمل، علاوة على كونها أداة طيّعة بيد الانسان‌ [1].

الثالث: الحيوانات تتَّبع منهجاً غريزياً، بعبارة اخرى‌: إيعازات خلقتها هي التي تهديها إلى أهدافها أمَّا المشركون فان الأهواء ضربت على عقولهم وفطرتهم ستاراً، لذلك كان خطر ضلالتهم أكثر.

الرابع: خطر الحيوان محدود مهما بلغ، فالذئب من أخطر الحيوانات، وأقصى‌ خطره أن يهاجم قطيعاً من الغنم ويأكل أو يقتل عدّة خرفان، أمَّا خطر الانسان عندما يتَّبع الأهواء ويعصي العقل فقد يلقي بقنبلة نووية في هيروشيما ويقتل (85000) انساناً في لحظة واحدة ويصيب آخرين لازالوا يعانون من إصاباتهم. ألم يكن هكذا اناس أضل من الحيوانات؟

الخامس: الحيوانات لا تسعى للتمظهر بمظهر حسن عندما ترتكب ذنباً ولا تسعى‌ لتبرير أعمالها السيئة، أمَّا المبعدون عن الهداية فيبرّرون جرائمهم الكبرى ويقولون في تبرير قصف مدينتين يابانيتين بقنابل نووية: لو لم نعمل هذا لاستمرَّت الحرب وطالت ولزادت الضحايا والقرابين إثر ذلك!

يقول أحد الكبار: لو أنَّ الآية الشريفة المزبورة كانت قد نزلت دون ذيلها «بَلْ هُم أضَلُّ سَبِيلًا» لمتُّ غيظاً؛ لأن الحيوانات أفضل من بعض الناس بكثير.

خطاب الآية

العزَّة في ظل الإيمان‌

يستفاد من مجموع ما قيل في تفسير هذه الآية الكريمة أن الانسان إذا كان يسعى‌ نحو بلوغ‌


[1] أشارت الآيات 5- 8 من سورة النحل إلى فوائد الحيوانات المختلفة.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست