responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 388

تصدر عنها بدافع غريزي، وهذا هو شأن الكفار، فلا شعور لهم، لذلك لا يدركون شمس‌الحقيقة؟

باء: الحيوانات لا تشعر بالمسؤولية، فهي لا تدرك كون المزرعة ليتيمٍ أو موقوفة وأن الدخول إليها حلال أم حرام، فهي لا ترى نفسها مسؤولة تجاه هذه الامور؛ لأنَّها لا تدرك، أي أن عدم إحساسها بالمسؤولية ينشأ عن عدم إدراكها، وعدم احساس الكفار بالمسؤولية من هذا القبيل، فهو ناشئ عن عدم إدراكهم.

جيم: الحيوانات تابعة لغرائزها، فهي لا تعرف غير العلف والاصطبل، وكذا حال المشركين، فهم لا يعرفون غير أهوائهم وما تمليه عليهم.

دال: الحيوانات غير تابعة للمنطق، ولا ترى‌ معنى‌ للاستدلال، وكذلك الكفار، فهم عاجزون عن إدراك استدلالات القرآن القوية رغم بساطتها، والتي وردت في مجالات مختلفة مثل التوحيد والمعاد، ويصرّون دائماً على كلماتهم التي يرددونها دائماً.

هاء: لا تشخّص الحيوانات المصالح والمفاسد، ولا تعلم بما يصلحها أو يفسدها، ولهذا قد تجازف أو تقرب من المخاطر وهي لا تعلم ما قد أقدمت عليه، كما هو حال الكفار الذين لا يعلمون بأنَّ عبادة الأصنام واتّباع الأهواء لا يجلب لهم نفعاً ولا فائدة، كما لا يعلمون أن السعادة والنجاح يتحقق في ظلِّ التوحيد.

هذه وجوه خمسة يشترك فيها الكفار مع الحيوانات، ولهذا شُبِّهوا بها في الآية الكريمة.

«بَلْ هُمْ أضَلُّ سَبِيلًا».

مقارنة الحيوانات بالمشركين تثبت تفوّق الحيوانات على المشركين، وكون الأخيرين أسوأ حالًا من الحيوانات، للُامور التالية:

الأول: الحيوان حيوان كان ويكون وسيبقى‌ كذلك، وهذا هو شأنه ولا يمكنه أن يتجاوز حيوانيته؛ لعدم قابليته على التطوّر والتقدُّم، أمَّا الانسان فله القابلية على التطوّر ليكون حتى أفضل من الملائكة، لكنه قد يبقى‌ في مرحلة الحيوانية بسبب تماديه في العناد وتعصبه، ممَّا يجعله أن يكون دون مستوى‌ الحيوانات.

لا يُلام الشخص على عدم انتفاعه من السوق إذا دخله دون أن يكون له رأس مال، بينما

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست